إعلان

Header Ads
أحدث الأخبار

في رثاء الشاب عمار يوسف رشاد - شعر/ محمد فايد عثمان

 

لْتَنَا أمْ مَلَلْتَ العَيْشَ (عَمَّارُ) ؟!

وَضِقْتَ بِالنَّاسِ مَهْمُومًا بِمَا صَارُوا 

أَمْ هَـذِهِ سُـنَّةٌ فِي الخَلْـقِ مَاضِيَـةٌ

وَذَلِكَ المَوتُ … لا يَهْـدَا لَهُ ثَـارُ ؟!

وَأعْجَلَتْكُمْ مَعَ ( الأَطْهَـارِ  ) مَنْزِلَةٌ

أَمْ شَـوقُكُمْ لِلَّتِي نِعْمَةْ هِى الدَّارُ ؟

المَوتُ حَقٌّ وَمَـا يُنْجْيْكَ مِنْ حَـذَرٍ

بِهِ قَضَتْ مِنْ قَدِيْـمِ الدَّهْـرِ  أَعْمَارُ

لَكِنَّهَـا ( لَهْفَـةُ ) البَاقِيـنَ بَعْـدَكُمُ !

فَإِنْ بَكَوا .. دَمْعُهُـمْ يُرْضَى وَأَعْذَارُ 

وَغَالَبَ ( الدَّاءَ ) مِنْكُمْ كُلُّ جَارِحَةٍ

عَشْرًا وَخَمْسًـا وَفِي عِطْفَيْكَ صَبَّارُ

حَتَّى انْتَهَى كُلُّ شَئٍ  ..كَيْفَ تَدْفَعُهُ

وَذَلِكَ المَـوتُ يَـا ( عَمَّـارُ ) قَهَّـارُ ؟

مَضَيْتَ عَنْ كَاذِبِ اللَّذَّاتِ مُبْتَهِجًا

فَبَارَكَتْ (نَعْشَكَ) المَيْمُونَ أَخْيَـارُ

تُرَى (المَلَائِكُ) أَو كِدْنَا نُصَافِحُهُمْ

جَاءُوك فِي الغُسْلِ قُلْنَا القَوْمَ زُوَّارُ

حَتَّى أَشَارَتْ لَهُمْ (سَبَّابَةٌ) شَهِدَتْ

لِـ (اللَّهِ) مَـا أشْرَكَتْ والوَجْـهُ نَوَّارُ

طِبْ يَا شَهِيْدًا بِدَاءٍ مَا انْهَزَمْتَ لَهُ

مَـا غَـيَرَتْ وَجْهَـكَ المَرْضِيَّ أَكْدَارُ

مُسْتَقْبِلًا ( طَيَّةَ الأكْفَانِ ) مُبْتَسِمًا

فَاسْتَأْنَس الأَهْلُ وَالإِخْـوَانُ وَالجَارُ 

طُفُولَةٌ .. فَالصِّبَا .. فَالعُمْرُ أَنْضَرُهُ

وَلَّى .. وَلَمَّا تَزَلْ فِي العَيْشِ أَوْطَارُ

كَنَاشِرَاتِ السَّنَا فِي الرَّوضِ مُؤْتَلِقًا 

يَوْمًا … وَيَوْمًا سَـتَذْوِي بَعْدُ أَزْهَـارُ 

وَدَّعْتَنَا .. وَاقْتِفَـاءِ الخُلدِ وِجْهَتَكُمْ 

فَهَلْ لَكُمْ فِي خَفَايَـا العُمْر أَسْرَارُ ؟

بُشْرَاكَ (يُوسُفُ) والأبْنَـاءُ تُرْسِلُهُمْ

فَيَسْبِقُونَ .. لَهُـمْ فِي الدَّرْبِ أنْوَارُ

لِلَّهِ يا بْنَ (رَشَـادٍ) مَا انْكَسَرْتَ لَهَا

وَلا تَغَـيَّرْتَ ...  فَاغْتَالَتْـكَ أَفْـكَارُ !

لِلَّهِ ( أُمٌّ ) وَهَـذِي رُوحُهَـا ارْتَحَلَتْ 

وَإخْوَةٌ … بَعْدُ مَـا زَلُّوا وَمَـا جَـارُوا 

رَأَوا بِـ ( أَعْيُنِهِـمْ )ظِـلَّ ابْتِسَامَتِهِ !

وَبُشْـرَيَاتِ الرِّضَـا … وَالوَجْهُ أَقْمَارُ

شَهَادَةٌ مِنْ حُضُورِ (الغُسْلِ) وَثَّقَهَا

(نَاسٌ عُـدُولٌ) وَذَاعَتْ عَنْهُ أخْبَـارُ

إلَيْكَ ( يُوسُفُ ) والأَحْـزَانُ قَاسِـيَةٌ

مَا شِـئْتَ فَلْتَبْكِ سَيْفُ الفَقْدِ بَتَّارُ

أَيَامُنَـا بَعْـدَهُ … تَمْضِـي بـلا عَدَدٍ 

لَكِنَّهَـا تَنْقَـضِي وَ ( الدَّهْـرُ دَوَّارُ ) !

كُلٌّ إِلَى غَايَةٍ .. ( عَمَّـارُ  ) أَدْرَكَهَـا

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى  بِذَاتِ الدَّرْبِ سَيَّـارُ

دُنْيَـا لَمَـاعٌ … ثِيَابُ الدُّرِّ تَنْسِجُهَـا

وَمَنْ تَزَيَّـا بِهَـا فِي غَفْلَـةٍ ( عَـارِي )

دُنْيَـا غَرُورٌ … وَلَيْتَ المَرْءَ يُدْرِكُهَـا

وَأَمْرُهَـا … لَيْتَ تَسْـتَجْلِيْهِ أَبْصَـارُ !

يَا رَبُّ هَذَا ( قَضَـاءٌ ) وَارْتَضَيْتُ بِهِ

مَا حِيْلَتِي فِي الَّذِي تَقْضِيْهِ أَقْدَارُ ؟

لَكْنْ سَـأَلْتُكَ يَـا ( غَفَّـارُ ) : مَغْفِـرَةً

تُقَـامُ مَـا بَيْنَـهُ و ( النَّـارِ ) أَسْــوَارُ !

وَتُوسِعَ ( القَبْرَ ) لا يَشْقَى بِأَضَيَقِـهِ

تُرْضَى لَهُ (رَوْضَةٌ) فِي القَبْرِ مِعْطَارُ

وَدَعْتُـهُ صَابِـرًا لِـ ( الِلَّه ) مُحْتَسِبًٓـا

وَلِي مِنَ الدِّينِ سَـلْوَاىَ …  وَتَذْكَارُ

—————————


إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. الكاتب الدكتور / إبراهيم عطيه
    جعلها الله تعالى ، في موازين حسناتكم ، وجنَّبكم كل سوء .
    لا تزال توالينا ، بمحبتكم ، أخي الأستاذ الكاتب الصحفي ، والرُّوائي ، الصديق الدكتور / إبراهيم عطيَّة ، رئيس فرع نقابة اتحاد كتاب مصر بالشرقية والقناة وسيناء .

    ردحذف