إعلان

Header Ads
أحدث الأخبار

ندي الرفاعي ...وتجلياتها الشعرية .. قراءة في ديوانةزهرة المصطفي - للناقد هشام شوقي

 نَدَىَ الرّفاعِي .. وتجلياتها الشعرية

قراءةٌ في ديوان "زهرة المصطفى"

إعداد : هشام شوقي 




      الشاعرةُ الكويتيةُ "ندى الرفاعي" والتي تنتمي نسباً إلى آل بيت المصطفى وهي من السادة الرفاعية الذين ينحدر نسبهم من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسولنا الكريم "صلى الله عليه وآله وسلم" تخلص إخلاصاً رائعاً في تقديم مشاعرها وأشواقها ومحبتها إلى جدها وإلى آل البيت الأطهار في تشكيلات وتنويعات شعرية متميزة ومائزة في ديونها "زهرة المصطفى". 

    تعريف بالشاعرة كما ورد بغلاف ديوانها:

* "ندى الرفاعي" حاصلة علي ليسانس آداب لغة إنجليزية، ودبلوم طرق تدريس للغة الإنجليزية - جامعة الكويت، وحاصلة على درجة الماجستير في مناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية من جامعة الكويت وحاصلة علي ماجستير الترجمة من جامعة الكويت، وتعمل محاضراً للغة الإنجليزية ـ مركز اللغات ـ كلية التربية الأساسية، جامعة الكويت.

* العضويات : عضو رابطة الأدباء الكويتيين ، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو رابطة أعضاء هيئة التدريس للكليات التطبيقية وعضو الجمعية الدولية لتدريس اللغة الإنجليزية وعضو جمعية اللغويين والمترجمين المصريين .

* المؤلفات الشعرية : قصائد من الكويت 2002 م / زهرة المصطفى 2004 م / صلواتي 2007 م / لآلىء وأسفار 2007م / وطني الذي أحب 2010 / كاد المعلم أن يكون رسولا 2012م / الربيع الزائف 2014م / ديوان الأنبياء 2016 م / ربيع وأزهار 2018 م / حديقة رابطة الأدباء 2020 م / 

ولها إسهامات كثيرة في مجال الترجمة من اللغة العربية للغة الإنجليزية.



                  "القراءة النقدية التحليلية  لديوان زهرة المصطفى"


     ديوان زهرة المصطفى للشاعرة ندى الرفاعي يشتمل علي أربعة محاور فكرية وهي المدائح النبوية ومدائح الطاهرة ومدائح الزهراء ومدائح أهل الكساء وأهل البيت وممهور بقصائد لشعراء عرب يمتدحون جهود الشاعرة في الديوان أهم هذه الشهادات هي قصيدة الشاعر الكويتي الكبير فاضل خلف والتي كتبها بعد قراءته لديوان الشاعرة "صلواتي" فتخير الشاعر فاضل خلف قصيدة "زهرة المصطفى" من ديوان "زهرة المصطفى" وكتب علي بحرها وقافيتهما قصيدة رائعة يمتدح فيها الشاعرة يقول : 

       سـلامً عـلي جـدِّك المصطفى        نبيٌّ إلىــه فـــؤادي هَــــفَا

      ومـن لا يـســيـرُ عـلــي نهجه        فما عَرفَ الحقَّ والمصحفا

      ندى يا سليلة خير الورى             قصيدك في الروح قد رفـرفا 

     وهـذا شعـوري أتى صافـياً             وما كان في صفوه مسرفا

     فهـاتي اللآلئ منـظـومـة               عرائسها قـد بـدت أرهـفــا

    وشعـرك فـي حسنه سلسلٌ             محاسنهُ الغُـرُّ لـن توصـفا

   وأنا أوافق الشاعر الكبير في شهادته وأجمل ما فيها وصفه لقصائد الشاعرة باللآلئ المنظومة وأنها العرائس الشعرية المرهفة المشاعر وليس الشاعر فاضل خلف أول من وصف قصائد المديح النبوي بالعرائس فقد سبقه أمير الشعراء أحمد شوقي عندما وصف قصائده في مدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، بالعرائس الحسناء وطلب مهورهن ومهرهن الشفاعة الحسناء وأن مديحه مجرد تضرع ودعاء في حضرة الحبيب المصطفى يقول أمير الشعراء .

        لي في مديحك يا رســولُ عرائسُ          تيـمّـن فيـك وشـاقهـنّ جـلاءُ

        هُـنْ الحسـانُ فـإن قـبـلت تـكـرماً           فمهورهـن شفاعـة حسناءُ 

        ماجـئـتُ بابـك مادحـاً بـل داعـيـاً           ومن المديح تضرع ودعـاءُ 

ولكنني وإن قبلت قول الشاعر فاضل خلف في قوله:

      وشعرك في حسنه سلسلٌ        محاسنهُ الغرُّ لن توصفا 

وهو يشير للسلاسة الشعرية والجودة والحسن ووصف قصائد الشاعرة بالقصائد الغرُّ إلا إن الجميل الحسن من الشعر هو الذي يوصف ويتم تحليله وبيان مكوناته الجمالية ولا يعرف النقد الأدبي مصطلح " لن توصفا " في وصف الشعر بل هي مبالغة رائعة من الشاعر فاضل خلف وما لا يوصف وما لا ينقد من الشعر هو الرديء منهُ وأما القصائد المتميزة والمائزة فإنها توصف وتنقد لجمالها وروعتها وإن لم توصف وتنقد ويظهر النقاد مواطن جمالها ظلت مبهمة مغلقة المفاتيح لدى القارئ غير المتخصص وصارت مهملة النقد وهذا يؤدي إلى عدم شهرتها مع جودتها. إن القصائد الرائعة كالمعلقات اشتهرت بوصف النقاد لها ونقدها وتحليلها واستنتاج مواطن الحسن فيها ومشاهير الشعراء قديما وحديثا ما وصلوا إلى هذه الشهرة لولا اهتمام النقد الأدبي بقصائدهم والنقد الأدبي يهدف إلى تحليل العمل الأدبي وتفكيك مكوناته الجمالية وبيانها واستنتاج أسباب وعناصر الحسن والجودة أما الانتقاد وهو ليس مجالنا فهو تصيّد أخطاء وعناصر القبح في أيِ شيء وهو ليس مدرسة أدبية ولا مدرسة نقدية.


* في قسم المدائح النبوية في ديوان "زهرة المصطفى" تميزت الشاعرة نَدَى الرفاعي تميزاً غير مسبوق في المدائح النبوية قديماً وحديثاً فقدمت صورة حسية في وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بطريقة ماهرة بارعة دقيقة لم نجدها في مدائح حسان بن ثابت شاعر الرسول ولا في بردة الامام البوصيري ولا في قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي تقول الشاعرة ندى الرفاعي في قصيدة 

" نَعَم وُلِدَ الهُدَى "

بالرحمة المهداةِ والنهج النقي ..... طـابَ الزمانُ بنا وعـمّ رجـاءُ

بالمصطفى المختارِ مَنْ بجمالهِ..... كُـشـف الـدُّجـى وتبـيـنتْ آلاءُ

هو مُسفرٌ كالشمس في إشراقها.... بخـصالـه يـتـزيـنُ الشــرفـاءُ

وجبينهُ كالصبح يـبـدو سـاطعـاً .... والشعـر أسـود دهـنُهُ الـحـنّاءُ

عينان نجلاوان أظهرتا البهـا... وبـحـمـرةٍ قـد قالهـا العـلـماءُ

والريقُ كالترياق يُسكن موجعاً... برءٌ وروحٌ راحـمٌ وشـفـاءُ

الجـيـد أبيضُ والمناكبٌ بينهـا.... خــتـم النـبـوة بـاهــــرٌ لألاءُ

كفان ناعمتان كـالزهر الندي ... وتعـطـرت بـنـداهـما الأنحاءُ

هذا هو الوصف الكريم لقدره ... خُـلـقٌ عـظيمٌ ما بهِ استعــلاءُ

فكأنـما القـرآنُ يمشي بـيـنـنا ... بـالـذكـر والآيـات طـاب ثـنـاءُ

الأنـبـيـاءُ أتوا وأنت إمامهـم..... وإمامهـم فـخـرت به الغـبـراءُ

فمحـمدٌ مسـك الأنام ومن بـه..... يستشفعُ الصُلحـاءُ والشفعـاءُ

الصادقُ المصدوق ُذو القول الزكي.. بقـدومه للعـالـمين هنـاءُ

*  في الأبيات السابقة تميزت الشاعرة في تقديم صورة حسية لشخص الرسول "جبينه كالصبح" "الشعر أسود دهنهُ الحناءُ" "عينان نجلاوان" "الريقُ كالترياق" "الجيد أبيضُ" "المناكب بينهما ختم النبوة"

"كفان ناعمتان".

     وأيضا فيها صفات مشتركة عامة مستمدة من القرآن الكريم مثل "الرحمة المهداة" و"الخلق العظيم" "المصطفى المختار" "الصادق المصدوق" "بقدومه للعالمين هناء". 

     ووصف من السنة النبوية في وصف السيدة عائشة عن خلق الرسول قالت: "كان خُلُقُهُ القرآن" وتقول الشاعرة :

"فكأنما القرآن يمشي بيننا بالذكر والآيات".

      واذا كانت الشاعرة بارعة في الوصف الحسي والمعنوي لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الشاعرة في قصيدة "قرّةُ العين" تقدم أنموذجاً فريداً في توقد المشاعر والمحبة والإشتياق إلى المثول والمكوث بجوار روضة الحبيب المصطفى وبيان مشاعر الألم لعدم تحقق الأمل ، تقول :

     أضنني الفؤادُ على الهوى بُعدُ        هـل مـن سـبـيـلٍ للقــا بَعـْدُ

     جاشت بيَ الأشـواقُ ليس لهـا        سـكـنٌ يــريحُ ومالهـا حــدُّ

     يـرنـو إلى مـرآهُمُ بـصـري         مـا حـيـلـتي والنـأي مـمتـدُّ

     قــد مـسـني بغـرامـهــم ألــمٌ          صعبُ المراس وهدَّني جهدُ 

    ولم تستسلم الشاعرة لمشاعر الألم لعدم تحقيق الأمل في زيارة الرسول لكنها تعرض وتصف حالها مع الإصرار وتجديد الأمل في تحقيق الهدف رغم مرارة البعد فالإرادة والعزيمة موجودتان.

 تقول : في قصيدة "روض الحبيب":

    لا بـد مـن زمـن قــريــبِ        ألـقـي بـه روضَ الحـبـيـبِ 

    والروح من حرق الهوى       ظمأى كما الـوادي الرغيـبِ 

    وغـدوت من فـرط الأسى       مـن نـأيـهــم مـثـل الغريــبِ 

    وبـأضـلعـي قـلـب حــوى       أشـــواقَهـــم لا مـن طـبيــبِ 

       وبـبـعــدهـم حالي بــدا      كالطير في القفص الكئيبِ 

وبرغم رقة الأبيات السابقة ووضوحها من الناحية اللفظية ومن الناحية الأسلوبية فإنَ الشاعرة برعت في تقديم صورة جديدة وهي صورة جديدة بوضعها لحريتها المطلقة بأنها محبس وقفص مادامت لم تحقق هدفها من المثول والمكوث بين يدي روضة الحبيب التي تعادل الحرية والحياة ونعيمها وهي فكرة مائزة و رائعة فالحياة مع تحقيق الهدف تكون حياة مثالية والحياة بغير تحقيق للهدف هي محبس وسجن وقفص. تقول الشاعرة: 

        وبـبـعـدهــم حالي بــدا        كالطير في القفص الكئيب 

وإذا كانت الحياة دون تحقيق الهدف سجن وقفص كئيب فإنها تعادل الموت كما قال الشاعر العربي قديماً

     ليس من مات فاستراح بميت          إنما الميتُ ميتُ الأحياءِ 

     انما الميتُ من يعيش كئيباً          كاسفـاً بَالَهٌ قليلُ الرجاءِ

إن الطائر الحبيس في قفصه يبحث عن الحرية وحرية الشاعرة مرهونة بزيارة المدينة المنورة وإرواء الروح من روحانيات النبوة في ظلال روضة الحبيب فلم تكتف الشاعرة ولم ترضخ لحواجز المنع في الزيارة فنجدها في قصيدة "شوقي" يعلو صوتها وتزداد الرغبة الجامحة في زيارة جدها عليه السلام فتحمّل زائر المدينة أمانة تبليغ التحية والسلام وإظهار مشاعرها الجارفة والملتهبة .

وتقول الشاعرة / ندى الرفاعي 

   

      بلّغ    إلى بدر   الديار تحيتي           فـقـل المُحبةُ في هـواك تـدورُ

     عـينـي تتـوق ومهـجـتي لجـمـالهـم          غـاب الكيان وما يغـيـب شعـورُ

     يا أهــل طـيبـة نـلتـمُ  أحـلـى المُـنى أزكـى الجـوار وقـد أتاكــم نـورُ

     من  لي بروضة أحمدٍ أرنو  بها نحو الحقيقةِ حيث زان حضورُ 

     والقبة الخضراءُ عند القبة الخضراء         يـحـيا قـــلبـــــي الـمـأســــورُ

    لقد برعت الشاعرة بوصف مشاعرها وحالتها وهدفها ومحبوبها وكشف عوائق الوصول أمر مبهم لعله إرادة الله ومن ثم نجد الشاعرة يعلو صوتها بصيغة فعل الأمر الذي يهدف إلى التمني والرجاء والالتماس وطلب المساعدة فتطلب المعونة من الأخرىن في مساعدتها في تحقيق هدفها ثم تتضرع وتتوسل إلى الله أن يحقق مناها وهدفها وهنا تستخدم الشاعرة أسلوب الأمر والتضرع والدعاء كمفتاح لقفص حبس الحرية وابتعادها عن زيارة المدينة. تقول الشاعرة في قصيدة "يراودني الحنين" 

      خـذونـــي  أطـفـئـوا نــــــاراً         فــإنـي لا يـفـارقــنـي مــداهــــا

      خذوني  للبقيع   إلى قباء          إلى أُحُد و من حملوا  لــواهـــا

     نصلى ركـعتـيـن بـدار تقوى         نطيـّب في مساجـدهـا الجباهـــا

     دعوني امتطي رحلي وأمضي         فليس الشـوقُ يـفـتـقـد اتجاها 

     ذرونــي لا تـلـومـونـي فــإنــي         عشقتٌ لأجلهم سكني ثراهــا 

    فـيـا ربّـِاً قــديــراً فــي عــلاهُ          ويـا مـن أودع الـدنيـا بـهـاهُـــا

    ويـا مـن رزقـه للطيـر يسـري           توًل الروح وامنحهـا مُناهـــا  

    لقد سلمت الشاعرة أمرها لربها وجعلت أمرها بين يديه وهو وحده عنده كل الحلول لكل عقدة ولكل كرب وهو الناصر والمعين وهو فعال لما يريد ويسخر الله الأسباب للشاعرة فتعد العدة وتتجه نحو المدينة في لهفة وشوق وتعجل للوصول، تقول الشاعرة في قصيدة "طيبة الهادي تجلت":

    أيـهـا الـقـلبُ تـزود         مـن هوى الحِـبِّ محمد

    طيبة الهادي تجلتْ         نحـوهـا الأنـواق تـشتـد

    أيها الحـادي تعجـلْ         أســرع الخـطـو وســدد

    عـلّنـا اليوم نـداوي         مـن بـه الشـوقُ تـوقّـد

قد انحلت العقدة من عند حلال العقد ومسخر الأسباب بعد اللجوء إليه والبكاء بين يديه وطلب المعونة وتحقيق هدف الشاعرة من زيارة قبر جدها عليه الصلاة والسلام لكنها لشدة شوقها واشتعال نيران الشوق في شغاف قلبها تطلب السرعة وتمني النفس في الوصول يوم بدء الرحلة ليس لديها انتظار لليوم الثاني "علنا اليوم نداوي مَن به الشوقُ توقد".

 لقد استحوذت الشاعرة ندى الرفاعي على مشاعر قراء شعرها برسمها صورة المحب المعذب المحروم من لقاء حبيبه و ما أدراك ما حبيبه إنه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ورسمت العقدة الفنية للقصائد في دراما شعورية متوقدة حتى أتمت لها حبكتها الشعرية استعانت بحلال العقد وتضرعت وتوسلت بين يدي ربها فسخر الله الأسباب وذلل الصعاب ويسر كل عسير واتجهت براحلتها لزيارة المصطفى. وفي قصيدة "ببابك في المسجد" يتم لقاء الشاعرة بمحبوبها وجدها عليه الصلاة والسلام، فنجد مشهد لقاء المحب بمحبوبه فيبثه شوقه وتفيض دموع الفرح من تحقيق الهدف وتبث سلامها وشوقها وحنينها وشكواها إلى المصطفى حتى تصل إلى طلب الشفاعة. ولنعرض مطلع "ببابك في المسجد" لبيان تلك المشاعر السامية التي تعتري كل المسلمين عند زيارة المسجد النبوي تقول الشاعرة : 

    أتـيتـكَ فـي شــوقــي الـمُسهـدِ      وقـد فـاضَ بي الحبُّ يا سيـدي 

    وأوصلني الوَجدُ أقصى مداهُ       فلم أدر أمسي مضى أم غـدي 

قمة الجمال والروعة أن الشاعرة من شدة حبها افتقدت عنصر الزمان لأنها في حالة بهجة وسرور بلقاء حبيب الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتناجيه وتطلب الشفاعة وتتمناها تقول الشاعرة ندى الرفاعي: 

    رســولي عـليـك زكـيّ سلام            وأنـت الإمــــام بـــه اقــتــــدي

    فـما أهـنأ القـلب عـند لقـاكا           أُنـاجـيـك فـي يـومـي الأسـعـــدِ 

    وحـولـك طـاب أريـجٌ شـذي            فأنت الشـريف الرؤوف الندي 

    زيـارتـكـم بـلســـمٌ لعـليـــل             يـُزيـل العـنـاء لـــدى المـشهــدِ 

    بودّي لـو أن المقام هنا                  لأبـقى بـبـابـك فــي الـمـسـجــدِ 

    أُرتـل آيـــات رب عـظـيـم              وحـولي صـدى الركـّع السُجــدِ

    وأرجـو شفـاعتكم سـيـدي             فهـل لـي سـبـيـل إلى الـمـوردِ

ندعو الله أن يُحقق للشاعرة ولنا هذه الشفاعة يوم القيامة. لقد نجحت الشاعرة في السيطرة على مشاعرنا من أول قصائدها في مديح المصطفى إلى آخرها وكانت المشاعر الصادقة والمرهفة والأسلوب الشعري الخالي من التعقيدات اللغوية والبلاغية قمة الروعة في بناء التشكيل الشعري للقصائد وكانت المعاناة وكان الألم من عدم تحقيق الهدف ثم التضرع إلى الله ثم تذليل العقبات وتمت الرحلة وتمت الزيارة وتم طلب الشفاعة وهي مراد المادحين للرسول صلى الله عليه وسلم.

     وفي قصيدة "يا سيدي" تطرح الشاعرة فكرة اختصاص الله لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة من قبل خلق سيدنا آدم عليه السلام وتورد كتب الصوفية وأشهرها "السير والمساعي" للإمام أحمد الرفاعي وكتاب "الرد المحكم المنيع" للمرحوم السيد يوسف الرفاعي والد الشاعرة، فكرة خلاصتها أن الله خلق أنوار سيدنا محمد قبل خلق أبينا آدم والشاعرة ندى الرفاعي تضيف أن الله اختص سيدنا محمد بالرسالة والقرآن قبل خلق أببنا آدم وهذه حقائق لا يدركها إلا صفوة الصفوة من العلماء أما عند العامة تبدو غريبة. تقول الشاعرة ندى الرفاعي في اختصاص الله لرسولنا بالقرآن قبل خلق أببنا آدم عليه السلام :

    اختصه الرحمن بالآي الزكي       و أبـوهُ آدم بـعــد لــم يـتـحــددِ 

    أسماؤه شرف الدُنا بمحـامـد        حملت شمائل من صفات السيدِ 

 وفي قصيدة " مولد الحبيب المصطفى " 

    تقدم لنا الشاعرة باقة رائعة من خصال وخصائص وصفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مثل "صاحب القلب الكبير / النبي المصطفى / الصفي المُجتبي / المُقتدى بالدين والدنيا / أولاً للمسلمين وآخر خاتماً للأنبياء / وقدوة التوحيد / رحمة الرحمن / الحبيب والشفيع / والكثير الكثير من صفات رسولنا الكريم. ونلاحظ في هذا النص أن الشاعرة تسيطر عليها فكرة أن الله مختص للرسول بالرسالة وأبونا آدم مازال طينة في الغيب لم يخلق بعد تقول:

     أنت النبي المصطفى مذ كـان آدم        طينة في الغيب قبل وجودِ

    أنت الصـفـي المجـتـبى والمقـتـدى        بالـديـن والـدنيا بكـل صعيدِ 

وهذه القصيدة هي من درر الشاعرة النفيسة في مديح المصطفى وفي استذكار خصاله الفريدة وصفاته وخصائصه النبوية تقول الشاعرة ندى الرفاعي : 

    فلك الخصالُ فريدة دون الورى      ولك الشمائل باسمك المحمــودِ

    أخذ الإلهُ لكم عهودَ الأنبيا             قـبـل النـشـوء بنـصـرة ومـزيدِ 

    يا صـاحب البرهان أول شـافـع      ومُشـفّـع مــن بــاعـث وشهيدِ

    مـفتـاح باب الله سـرّ وصـولـه       ولـك المقـام الـرحـب يـوم وعيـّد

    ولك الوسيلة والفضيلة والعُـلا      والـكـوثـر الـرقــراقُ عـنـد ورودِ

    راعـي لواء الحـمـد أول داخـلٍ       بـاب النـعـيــم لـجـنــة وخـلـــود

    ما بين بيتكـم الكـريـم ومنـبـر        نُصبت ريـاض الـذكـر والتحميـدِ 

    يا قائـد الغـرّ الكـرام لـربـهــم        يسعــون خـلـف لوائـك المعـقـودِ

    يا منبع الرحمات والخلق الوفي      يا مـنْ وهبت الخير دون حدودِ

   ونلاحظ براعة الشاعرة في دقة الوصف وسلاسة الأسلوب وعذوبة الألفاظ مع طلاوة السبك الشعري وبهاء رونقه وبيان شمائل و صفات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم و لا أقول كلها بل بعضها فلم يستطع شاعر مهما بلغ من الشاعرية الإحاطة الشاملة الكاملة لصفات الرسول المعظم و المكرم من ربه في القرآن الذي تندرج كل صفاته تحت شعار قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم".

    وفي ذكرى المولد النبوي الشريف تحض الشاعرة الشعراء والكتاب على مديح المصطفى و تلوم تقصير معظمهم عن الكتابة في المديح النبوي. 

تقول:

يا أيها الأحباب هلًّ ربيعكـم .....  سلوا سيوف الشعر فهو هزيزُ

هاتوا من القول البديع لآلئاً ..... ليشاع في الأرجـاء ذا الإبريزُ

واستكثروا  مدحاً بذكرى مولد ..... جـعلت  لهُ الآياتُ والتجهيزُ

والحقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزداد قدراً ولا مكانة بمدح المادحين بل المادحون هم من يرتفع قدرهم بمدحه، ولعظمة وعلو منزلة سيدنا محمد يتهيب الشعراء من المديح لأنهم لن يصلوا بمدائحهم إلى الدرجة العلية لمكانة المصطفى وإذا كان أمير الشعراء أحمد شوقي رأى أنه جاوز قدره بمديح المصطفى في قوله:

أبا الزهراء قد جاوزت قدري ..... بمدحك بيد أن لي انتسابا 

    نلاحظ أن أمير الشعراء رأى مديحه للرسول جرأة منه وتجاوز لقدره ويلتمس العذر بأنه ينتسب للرسول في الإسم فإسمه أحمد وكما قلنا وصف مدائحه بالعرائس التي طالب بمهورهن الشفاعة الحسناء وأنه ليس مادحاً بل متضرعاً بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. إذا كان شوقي أمير الشعراء أخذته  المهابة و الخوف من التقصير في مديح المصطفى فما بالنا بغيره من الشعراء؟ والشاعرة محقة في استنهاض الهمم وتحفيز القرائح الشعرية على المدائح النبوية مهما كان الأمر مهيباً ومخيفاً لبعض الشعراء لسمو منزلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا التحفيز واستنهاض الهمم للمدائح النبوية يتوافق مع الحكم التكليفي لمديح المصطفى. 


يقول الباحث العلمي في الموسوعة الفقهية في دولة الكويت "عبد الله نجيب سالم" في معجم "ديوان روائع المديح ـ مختارات من المدائح النبوية في العصر الحديث" ص 20 ( مدح رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم مستحب مستحسن مسنون) وهذا حكم فقهي لم يخالف فيه أحد من المسلمين وقد اختار للشاعرة ندى الرفاعي تسع قصائد وضعهما تحت عنوان " الشاعرة الغريدة ندى الرفاعي وصوت نسائي كويتي في مديح رسول الله صلى عليه وآله وسلم وأهم ما ورد من تعليق على هذه النصوص المختارة من ديوان زهرة المصطفى محل دراستنا قول الباحث عنها وعن شعرها ص 312 

( الشاعرة المعاصرة السيدة / ندى السيد يوسف السيد هاشم الرفاعي ، أديبة كويتية فاضلة سليلة البيت النبوي الطاهر ، لها ديوان شعري باسم "زهرة المصطفى" ضمتهُ قصائد خرائد عذبة النغم لطيفة المعاني جياشة العاطفة تجاه رسول الله وآله الطيبين) وفي مدائح الطاهرة السيدة خديجة ومدائح البتول السيدة فاطمة الزهراء ومدائح أهل الكساء وآل البيت تطأ الشاعرة أرضاً بكراً في ميدان الشعر فتصف وتوثق سيرة آل البيت بأفكار صحيحة من التراث مشحونة بالمشاعر القوية والعاطفة المتوقدة والأحاسيس المرهفة. وفي قصائد الطاهرة السيدة خديجة أم المؤمنين توثق الشاعرة حياتها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإيمانها ومساندتها للرسول والبشرى لها ببيت في الجنة كما ورد الحديث في كتاب "أُسد الغابة 43805" قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أتاني جبرائيل فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب) وتسرد الشاعرة الكبيرة ندى الرفاعي سيرة الطاهرة في قصائد ماتعة عذبة مشاربها متدفقة مشاعرها مسلسلة أفكارها مرتبة وقد استخدمت الشاعرة ظاهرة التكرار البلاغي للحرف أو الكلمة كمفتاح شعري لسرد أفكارها الشعرية ولتوكيد أفكارها ومعانيها مثل تكرار حرف النداء "يا" عشر مرات متتالية والمقدر بعدها فعل نداء محذوف وأسم منادى هو الطاهرة محذوف للعلم به من السياق والنسق الشعري وبهذه الوسيلة الفنية تبين الشاعرة جهود السيدة خديجة رضي الله عنها وكرمها وسخائها وزهدها وبرها ونصرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسبقها في الإسلام ومودتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأنها الولوّد أم بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.  تقول الشاعرة في قصيدة " سيدتنا خديجة الكبرى أم القاسم :

    يا ربـة الصون في عـزً وفي شـرفٍ           يا زوجة فخرت من ذكرها الأممُ

    يـا حـرةً أكـرمـت  بالـمـال زاهــدة         كيمـا تـسيـر مـع الأنـوار تـغـتــنـمُ

    يـا بــرّة نـــذرت لله إذ بــذلــــت               يا مـن لحكمتهـا دانـت لها الحِـكـمُ  

    يا درة وهـبـت مـن  دمـع مهجتها   الركـنُ يشهـد ما أسديت والحـرمُ 

    يا من وقـفـت مع المختار فـي جلَد           تبغـين نصـرته تحـدو بك الـقـيـم ُ

    يا من سبقـت إلى الإسـلام مـؤمنـة           تفـدين دعوتـه والكـفـر يضـطـرمُ

    يا من مـنحـت له عـيـنيـك آسـيـــة           يا مـن صبرت وقد حاطت بكم نقـمُ 

وفي قصيدة "خديجة وأين مثل خديجة" تستخدم الشاعرة أسلوب التكرار البلاغي لإسم السيدة خديجة كمفتاح شعري أول النص مرة وأوسط النص خمس مرات للتوكيد ولعرض أفكارها في وصف وتوثيق سيرة أمنا الطاهرة فهي خير النساء وسابقة الكرام إلى المزايا ، وأم القاسم ولد النبي ، وهي من آوت الرسول صلى الله عليه وسلم، وآمنت به وصدقته وواسته ودعمته ماليا وهي أم النسل النبوي الطاهر وأم الزهراء. تقول الشاعرة / ندى الرفاعي.

    خديجة آوت المحـمـود   لمِّا أتـاها جـازعـاً كـانـت فـريجـه ْ

    خديجة صدّقـت رغــم البـلايـا       بعـهـد الكفـر والروح الخميجهْ

    خديجة قدمت مالاً وواست           أذى الحرمان والنفس الحنيجهْ

    خديجة أنـجـبـت نســلاُ زكـيــا       فنعـم الأمُ والرحِـمُ الـوشـيجـهْ 

كما تستخدم الشاعرة ظاهرة التكرار بالجملة في ختام توثيق سيرة الطاهرة وفي النص السابق تختم الشاعرة بصلاة الله على النبي وآل بيته وعترته تقول الشاعرة:

     وصلى الله في الأكوان جمعاً                  على المختار قد أوفي نهوجه

     وصلى  الله في الأكوان حتما                  إذا ما أنطـق الشـاكـي لعيجهْ

     وصلى الله في  الأكوان حُرِّاً                  إذا ما أطلق الباكي نشيجهْ

     وآل الـبـيـت عـترتـه وكـانـوا                  كما الريحان إذ أهـدي أريجه 

ومع جمال النص وروعته وبهائه نجد القوافي صعبة الاستخدام على عامة المثقفين وقد قامت الشاعرة بتهميش معاني القوافي لتسهيل الأمر علي القارئ فقالت :

    (صليجه : سبيكة الذهب/ وليج : ملجأ / خميج : رديء / حنيج : بخيل) وهذه الألفاظ المعجمية المهملة في تراثنا الشعري قد بعثت فيها الشاعرة الحياة بتوظيفها في نسقها الشعري المتميز والمائز مع كلمات أخرى في قصائد أخرى مثل قصيدة المولد النبوي ص 17 وإن كانت القافية بها يستطيع القارئ استشفاف معانيها من السياق الشعري مثل ( شيز ـ وطروز ـ ونكوز ـ وغميز ـ الإبريز ) كان السياق كاشفاً لمعاني القوافي فلم نشر إليه في مكانه ولكن في قصيدة ( خديجة وأين مثل خديجة) القوافي صعبة ومهملة وقد أحسنت الشاعرة ببيان معانيها ونشير إلى أن السلاسة الشعرية تقل في النص لوجود الغموض اللفظي والغموض اللفظي  عائق من عوائق السلاسة الشعرية لكنه من ناحية أخرى يعد دفعاً لمفردات جديدة وتوظيفها ودفعها إلى المعجم الشعري وهذا من حسنات الشاعرة في هذا الديوان الفريد "زهرة المصطفى" الذي يعتبر إضافة ثرية لمكتبة الشعر العربي والشعر الإسلامي.


    وفي قصائد ، مدائح الزهراء عليها السلام .

    يشتمل هذا القسم علي قصائد " بنات النبي ـ ريحانة النور ـ بنت النبوة ـ ابنة الطاهرة ـ سيدة النساء ـ زهرة المصطفى ـ أم الحسنين ـ أم أبيها ـ أمي الزهراء ـ سيدتي الزهراء ـ ربيبة الوحي ـ الفاطمة ـ خيرالحرائر ـ الكوثر)

    أربع عشرة قصيدة في توثيق ووصف السيدة فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين وزوج سيدنا علي كرم الله وجهه وبنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وتطـرح الشاعـرة فـكـرة غـيـر مشهـورة بين عـامة المسلميـن وهـي أن المراد " بالكوثر " في قوله تعالى "إنِّا أعطيناك الكوثر" والمشهور بين عامة المسلمين أنه نهر في الجنة والشاعرة تطرح فكرة أن الكوثر هم نسل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستدلة بمجموعة أحاديث ص63 من الديوان منها تفسير الفخر الرازي والقول الثالث الكوثر أولاده فالمعني أن الله يعطيه نسلاً يبقون علي مرِّ الزمان وقال البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل وأسرار التأويل عند تفسير كلمة الكوثر قال وقيل "أولاده" والأمر كما يبدو فيه آراء واختلافات ولعل الشاعرة تريد لفت انتباه المسلمين إلى هذه الأمور التي لا يهتم بها إلا الخاصة من العلماء. تقول الشاعرة :

    نزلت بمكة سـورة الكوثـر        لتعيب قـول الشانيء الأبترْ 

    أهداك ربك يا نبي لرحمةٍ        أم الحسن بعـطـائهـا الأكثرْ 

    أم النبـي وبنتـه وبشــارة         مـن باعـثٍ بجـزائه الأكبرْ

    نورٌ أطل على النبوة مشرقاً     مثل الصباح بوجهه الأسفرْ

    والآلُ هم أبناء فاطمة الألى      في كل فرض شأنهم يُذكـرْ 

وفي الأبيات السابقة إشارة لمكانة السيدة فاطمة الزهراء العلية فهي أم الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أم أبيها المهتمة بشئونه وهي بنت أبيها وهي مشكاة نور النبوة للعالمين .

    وفي قصيدتيّ "الفاطمة وخير الحرائر" بعيداً عن الغموض اللفظي والمعنوي وفي أسلوب سلس وألفاظ رقيقة مشبعة بالأفكار والمشاعر المتوقدة تأكيد على "أنِّ السيدة فاطمة هي خير نساء العالمين ووارثة العلم النبوي، وجامعة لصفات الكمال الأخلاقي. تقول الشاعرة في قصيدة "الفاطمة":

    زهـــراء إنـك حـقــاً          خـيـر النساء وأنقى

    يا أجمل الناس جمعاً         وأحسن الخلق خـلقا

    فأنـت أم أبـيــهـــــا         أزكـي الأنام وأنـقـى

وتقول الشاعرة / ندى الرفاعي في قصيدة "خير الحرائر" :

    فـي مكـة الأنـوار شـع سـنـاهـا          هي بضّعة المختار فاح شذاها 

    وهـي الرؤوم حـبيـبة الـرحمن          إذّ بيـن النسـاء إلهـهـا زكـاهـا

    هي شجنة للمصطفى قد خصها          بكمالها المفطور دون سواهـا 

وفي قصيدة ربيبة الوحي تتألق الشاعرة ندى الرفاعي. تصف الشاعرة أم الحسنين بربيبة الوحي وبضعة من نور رسول الله وأنها جامعة لكل الشمائل الرفيعة والسامية.

    تقول :

    يا زهرة الحسن الفـريـد         تعـبّقـت عـطـراً شـــذيـا

    وربـيـبـة الـوحــي التـي         ضاءت فأخجـلت الثريـا


    وتسيطر علي الشاعرة مشاعر المحبة الشديدة للسيدة فاطمة الزهراء وسيل جارف من المشاعر الطاهرة الشفافة في حب بنت رسول الله السيدة فاطمة الزهراء في قصيدة هي من أجمل ما كتب في القرن العشرين عن السيدة فاطمة الزهراء. وهي القصيدة التي جذبت قلب الشاعر فاضل خلف فكتب قصيدة رائعة مجاراة لها وهي القصيدة التي تحمل عنوان "زهرة المصطفى" وفي قصيدة "زهرة المصطفى" تقول الشاعرة / ندى الرفاعي :

أزهراءُ يا زهرةَ الْمصطفى                        يُفدِّيكِ قلبٌ إليكم هفا

فأنتِ النقيّـةُ بنتَ الهدى                        وأنت التبتلُ أنتِ الصفا

أيا بَضعة النور يا رحمـةً                          وقُرة عينٍ بِها يُحتَـفى

بصدقٍ وعزمٍ وفعلٍ كريمٍ                         منحتِ النبوةَ طيبَ الوفا

ويا أمَّ أزكى بنينَ تُقاةٍ                            تبارك نسلٌ رعى مصحفا

ويا آلَ بيتِ النبي لكم                           خِصالٌ وفضلٌ عديمُ الخفا

أراد الإلـهُ بكم رحمةً                          وأذهب رجساً عفا وانتفى

صبرتُم ونلتُم عطاءً جزيلاً                       وحُزتُم لديـه نعيمَ الرَفا

هنيئاً لِمن قد حمى ديننا                          ومن رام نَهجكمُ واقتفى

وطوبى لِمن عاش في ظِلِّكمْ                      سعيداً وقد زال عنه الجَفا 

عدوكمُ مات في حسرةٍ                           ودمتم لخير الأنامِ الشِفا

صلاةٌ على حضرة الْمصطفى                    تدوّن أنوارُها أحرُفـا

يُجلِّـلُ إشراقُها مُهجتـي                      فقلبي بحبِ النبيِّ اكتفى


ولروعة هذا النص ونقاء لغته وصفاء فكرته ورؤيته الشعرية وتوقده بالمشاعر السامية مثل غيره من نصوص ديوان زهرة المصطفى تقدم الشاعر فاضل خلف بتقديم معارضة شعرية له تثمن جهود الشاعرة وتباركها يقول :

    سلامٌ علي جدك المصطفى          نبـيِّ إليه فؤادي هـفا

    ومن لا يـسيـر عــلي نهجه         فما عرف الحق والمصحفا

    ندى يا سليلة خير الـوري         قصيدك في الروح قد رفرفا 

    وهذا شعوري أتى صافيـاً          وما كان في صفوه مسـرفا

    فهاتي اللآلئ منظـومـة             عـرائسها قـد بدت أرهـفــا

    وشعرك في حسنه سلسل          محاسنه الغر لـن توصــفـا


   وفي قصيدة " أمي الزهراء " في روض البقيع إشارة نثرية من الشاعرة إلى أن الزهراء دفنت في غرفتها. في هذا النص تفخر الشاعرة ندى السيد يوسف السيد هاشم الرفاعي بالانتساب إلى السادة الأشراف فجّدها الإمام أحمد الرفاعي وينتهي نسبها إلى السيدة فاطمة الزهراء من فرع الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما وأبناء فاطمة من الحسن والحسين هم أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد في أحاديث السنة النبوية، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل ولد أب عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم". 

    وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن لكل بني أب عصبةٌ ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا ولّيهم وأنا عصبتهم وهم عترتي خُلقوا من طينتي ويل للمكذبين بفضلهم مَن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله" (للحاكم في مستدركه وابن عساكر عن جابر).


 وشاعرتنا هي سليلة آل النبي لذا عـندما تضع عـنواناً لقصيدتـها "أمي الزهراء" فهذا من باب الانتساب الطبيعي وليس البلاغي أو المكتسب مجازاً وإنما هم عصبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عترته.

    في هذا النص الجميل لغة الراقي في مشاعره المشبع بالتضرع والدعاء والشوق والثناء علي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تغرد الشاعرة ندى الرفاعي شعراً جميلاً مؤكدة أن مزايا السيدة فاطمة الزهراء تفوق كل المزايا في البشر سابقاً ولاحقاً تقول الشاعرة:

    يا أطيـب الأرواح يا بنـت الـهـدى         وأرقهـا يـا بلـسـم الـكـربات 

    لو قيس غيرك بالمزايا في الورى         فـقـت المـزايـا أمـسها والآتــي

    أنـت الخـمائــل والشمائل والتـقـى        جمعاً وأنت الفضل زان سمات 

    أنتـم منـارات المكارم فـي الـمـدى        مَن مثلكم في الزهد والصدقات 

  وفي قصيدة "فاطمة بضعة مني" تشير الشاعرة إلى قول رسول الأمة صلى الله عليه وسلم "فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني" وفي هذا النص تتدفق المعاني مثل النهر المنساب والشلال العذب بألفاظ رقيقة لطيفة موحية معبرة ومشاعر مرهفة متوقدة. تقول شاعرة الحرمين ندى الرفاعي :

    أمـــي الحـبيـبـة إنــي         ألـقـيـتُ كـل تمــنِّ

    إن لم تكونيِ جواري         عشتُ الزمان كأني

    فـــي وحدة  وضياع   فــي وحشة وتعـنِّ

   واسيت جرح فؤادي          عند الزمـان الأضـن

   في عـالم الـذر أمي           لا لـم يـكـن بالتـبنـي

   أنتـم أحـبـة عـمري           وطهـركـــم قـد فـتـني 

وإن كان من ملحوظة نقدية وهي أن البيت الثاني قافيته كأني أداة تشبيه وهي حرف توكيد ناصب مبتدؤه الضمير المتصل الياء في "كأني" وخبره شبه الجملة "في وحدة وضياع" في البيت الثالث وهذا من الضرورات القليلة وغير المحبذة في كتابة القصيدة العمودية فيما خلا ذلك فالنص أيقونة شعرية ثرية بكل التشكيلات الشعرية التي تمس شغاف ووجدان قراء الشعر ومُحبيه.


    وفي دائرة أهل الكساء وهم الإمام علي كرم الله وجهه وسيدنا الحسن بن علي وسيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهم جميعاً تغرد السيدة الشاعرة / ندى الرفاعي. وفكرة أهل الكساء هي أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب رداءً ووضعه فوق سيدنا عليّ وزوجته وأولاده ودعا لهم وقال "اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك علي آل محمد كما جعلتها علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

    تقول الشاعرة ندى الرفاعي في قصيدة "أهل الكساء":

    إن زهـا الفـضل وزان الشـرفاء       إنما مجـمعـه أهـل الـكســاءْ 

    مـَن بـقـرآنٍ عـظيـم ذكــرهــم         وحـديـث مـن بشيـر الأمناءْ

    مـَن كِسا الطهـر عليهـم سابغٌ         جلل النـور سماهـم والثناءْ

    هــم مــلاذ لـلبـرايــا ملجأٌ              ووقـاء مـن شـرور وابتـلاءْ

    هـم شموع زينت درب الهـدى         فاستنار الكون منها بالضياءْ

    بلسـمٌ لـلجـرح هـــم والله بـل           للبرايـا هــم شفـــاء ودواءْ

وفي قصيدة "سيدنا الإمام علي بن أبي طالب" عليه السلام تمتلك الشاعرة ندى الرفاعي ثقافة إسلامية عميقة الجزور تشير في أواخر هذه القصيدة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند "غدير خم" بقوله "من كنت له ولياً فإن مولاه علياً". وترصد الشاعرة المعني في بيت من الشعر رائع بكل المقاييس وسيدنا الإمام علي بن أبي طالب هو رابع الخلفاء الراشدين وتاريخه حافل بالبطولات والشجاعة وبالعلم والتفسير وبالحكمة والتأويل وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه "أنا مدينة العلم وعلي بابها"، تقول الشاعرة ندى الرفاعي في حقه :

    أدرك الـــحــــقِّ صـبــيـــــاً         وفـــدا النـور الزكيا

    مــا هـــوى قـــطُّ لنُصـــبٍ          خـشـي الله الـعــلــيا

    بــفــــــــؤاد للمعالى                وجــبــيـن لـلثـــريا

    ورعاه الصادق المصدوقُ        تـــلمــيـــذاً ذكــيـــا

    أشجع الفتيان في الساحات       لــم يـتــرك عتـيــا

    مـــن مــرامـي الله  سهمٌ راشــــهُ اللهُ  قـــويــــا

وتسترسل ندى الرفاعي في تعداد صفات وسجايا وشمائل وخصائص الإمام علي كرم الله وجهه والذي يعجز الشعر عن رصدها. وتنتقل الشاعرة ندى الرفاعي إلى أبناء مدينة العلم وأشجع فتيان قريش وأول المسلمين من شباب قريش وزوج ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم. تنتقل إلى ولديه الإمام الحسن والإمام الحسين، الإمام الحسن رافع راية السلام والمتنازل عن حقه في الخلافة حقناً لدماء المسلمين ، الآثر وحدة المسلمين علي فرقتهم وسلامهم علي حربهم الملتمس الأمن والاستقرار للمسلمين حتى ولو كان ضريبة ذلك تنازله عن حقه في الخلافة إلى بني أمية .

    تقول الشاعرة  ندى الرفاعي في قصيدة " سيدنا الحسين بن علي عليه السلام:

    ورث الشهامة والمروءة والندى          فـمجامع الخـلـق الـكـريـم بذاته 

    ما كان يخذل أو يسـاوم خصمه           بـل كــان يدرأُ بــاغـيـاً بأذاته

    مـتـنـازلاً عــن  حـقـه بخـلافـةٍ         كي يحـقـن الدم في عروق ثقاته

    فاختار درب الصابرين ونهجهم          مستسـلمـاً لله فــي رحـمـاتـه

    حتى لـقــاء الله غـيـر مُـوَرث              تبـراً فـكنـز البرّ فـي صـدقـاتـه 

    صلى على المختـار رب ماجـدٌ            حـقـاً تعالى الله فـــي آيــاتــه 

وإذا كان سيدنا الإمام الحسن بن علي رمز السلام الإسلامي والتفريط في حق الخلافة حقناً لدماء المسلمين فإن سيدنا الإمام الحسين على نقيض ذلك متمسكاً بحقه في الخلافة محارباً من أجلها حتى الشهادة لكي يعـلّم الإمة التمسك بالحق والتضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس. تقول السيدة / ندى الرفاعي في قصيدة 

"سيدنا الحسين بن علي" مشيرة إلى حادث مقتله في كربلاء والتمثيل بجسده الكريم تحت حوافر الخيل وقطع رأسه بعد موته .

  

  ســلامً عـلى روح تفـرق جـسمهـا         وفاضت بأرض الرافديـن تجـودُ

   قضى سيـداً شهـم الفؤاد وعُفرت         شـفــاهٌ لهـا عـنـد النـبـي عـهـودُ

   لها بفـصيح  اللفظ صدق بلاغة         و كــل مـقـالٍ للحـسيـن حـمـيــدُ

   إذا ما بكت عـينٌ وحقِّ لها البكا          فدمعي على ابن الطاهرين شهيدُ

رحم الله الحسين والحسن عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة. وتنتقل الشاعرة إلى السيدة زينب بنت علي أخت الإمامين الحسن والحسين والمجاهدة الصابرة في موقعة كربلاء التي شهدت مقتل الإمام الحسين.  تثمن الشاعرة دورها وجهودها وتهمس إلىها في حنان ومحبة ومواساة وكأنها تخاطبها وجهاً لوجه تقول الشاعرة ندى الرفاعي:  

     صنعـتِ البـطـولة في  كـربلاءْ بصبـر العـزيمة و الكـبـريــاءْ 

     أيـا بـنـت باب العـلوم الكريـم           وأخت الأكـــارم والأصـفـيـاءْ

     رأيتِ مـن الجـوّر مــالا يـُـرى           وعـانـيـت حـين استبد العداءْ 

     ومــا يهـنـأ  الـظـالمـون بمـا            من الملك قـد جمعوا والإماءْ

     فأين هـي اليوم أمــوالـهــم            وأين هم الجند أهل الولاءْ

    وظـلتـم أيـا آل بـيـت الـهـدى            تـنيـرون أفــقـاً بكـــم مستضاءْ

     بيحبـكـمُ  كــل بــــــر نــقــي            وفي كل فرض لكم من دعاءْ

     ويـا أمـــة الخـيـر لا تجزعي           فهـذي المشـيئة هــذا القـضاءْ

     فـمـا وهـن الحــق أو أهـلـه            ومـا رخصوا عـند رب السماءْ 

والحقيقة أن البيت الأخير في الأبيات السابقة مضرب مثل وحكمة وخبرة وثقافة دينية وأدبية شاملة وهو بيت القصيد في قصة سيدنا الإمام الحسين وأهله في كربلاء ونقول ونردد مع الشاعرة دائماً :

    [ فما  وهن الحق  أو أهله     وما رخصوا عند  رب السماء ]

وفي قصيدة "سيدنا حمزة بن عبد المطلب" شهيد غزوة أحد تعزف الشاعرة معزوفة شعرية رائعة في رثائه ورصد شجاعته وخصاله في لغة قوية ومشاعر متدفقة ودقة في رسم الصور البلاغية والبيانية تقول الشاعرة السيدة / ندى الرفاعي  :

    وُوريتَ حيًّا سيدَ الشهداءِ                             درعَ النبي وقاهرَ الأعداءِ

يا شامِخاً ذَوداً عن الْحق الذي                        جاء البشيرُ به بكلِّ مَضاءِ

يا مَن رضعتَ مع الرسولِ فلم يزل                    لبَنُ الشهامةِ لُحمةَ الأبناءِ

لا تقبلُ الإذلالَ من متزندقٍ                           لا تنثني لإهانـةِ السفهاءِ

أعلنتَ إسلاماً على رأسِ الورى                       وهجرتَ جمعَ الخِزي والأرزاءِ

وحملتَ للتوحيدِ سيفاً ماضياً                          تَهوي بِه قهراً على الأعداءِ

فخرجتَ للميدانِ مثل غضنفرٍ                        يترقّبُ الحركاتِ من أنْحاءِ

ألقيتَهم جُثثاً ببدرٍ بعدما                               كانوا رموزَ الكفرِ والإيذاءِ

فلطالَما ساموا العبيدَ من الردى                       فسقيتهم من كأسه الْحرّاءِ

لمّا خرجتَ لنصرةٍ نحو الوغى                         لَم تنتبه للحربةِ الرقطاءِ

حقاً أتتكَ شهادةُ الْمولى الذي                         قد خصّكم بالْمجد والعَلياءِ


ومع أن الشاعرة ترصد سيرة الشهيد حمزة بن عبد المطلب تجد المشاعر متوقدة مع حزنها والأفكار رصينة والنص مكلل بالأفكار والمعلومات التاريخية عن سيدنا حمزة بن عبد المطلب فٍسردت الشاعرة إعلان إسلامه وأنه سبب النصر في غزوة بدر وأنه قتل غدراً في غزوة أحد بحربة من عبد حبش لهند بنت عتبة ويسمي "وحشي" الذي أعلن إسلامه فيما بعد وذهب ليقابل الرسول صلى الله عليه وسلم فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم رؤيته .   

    وفي قصيدة "سيدنا العباس بن عبد المطلب" رضي الله عنه تشير الشاعرة إلى أنه كان يستسقي به الغمام أي طلب نزول المطر وفي الروايات تم الاستسقاء به وأنزل الله المطر وكان سيدنا العباس شجاعاً قوياً فبعد هزيمة المسلمين في أحد ربط أبا سفيان في ذيل فرسه وذهب به للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وعفا عنه النبي وأعلن إسلامه وكان لا يقل شجاعة عن سيدنا حمزة. تقول الشاعرة السيدة / ندى الرفاعي عن سيدنا العباس :

       يا   ساقي الحرمين   بالدعوات عصف الجفاف بأفرع الشجـراتِ

       ضجت حناجر والتقت أصواتها          ترجو السميع غمائم الرحماتِ

       فارفع  يديك وسلْ  جواداً غافراً         أن يرزق الداعين طيب نباتِ

      عـم  النبي  صفيه مـن   تـربـه     من أهله من تلكم    النفحاتِ

      يا  أيها  العباس   عشت مواليا          للحق تضرب أرفع المثلاتِ

وتختتم الشاعرة بالسيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن الإمام الحسين في لغة شيقة رشيقة تمتدح سيرتها ومحبة أهل مصر لها وصبرها على الآلام والمحن وشدة عطفها وسداد رأيها، تقول الشاعرة السيدة ندى الرفاعي :

     نفيسة العلم  والأخلاق والأدب         وربة الطهر والإحسان والنسبِ

     زكية النفس في طبع وفي قيم          وقدوة الزهد للمشتاق والأربِ

     حفيدة الفاتح   المبعوث سيدنا         محمد سيد الكونين في الحقبِ

     فـأهـل مصر أحبوها  مساكنة كريمة النفس لم تفخر ولم تعبِ


وتنهي الشاعرة ديوانها بمدائح أولياء الله مثل الإمام أحمد الرفاعي والسيد البدوي وأبي الحسن الشاذلي وأبي الهدي الصيادي وعبد القادر الجيلاني وغيرهم في لغة شعرية صافية خالية من الغموض اللفظي والمعنوي ولكن من ناحية الثقل الديني ليست بقوة الرموز الخالدة مثل سيدنا محمد وزوجته خديجة وفاطمة الزهراء والحسن والحسين وسيدنا حمزة وسيدنا العباس والسيدة نفيسة وغيرهم. هذه الرموز الخالدة في ضمير المسلمين جميعاً وإن تعددت مذاهبهم لا يختلفون عليها أبداً .

    وفي الختام فإن ديوان زهرة المصطفى هو كنز ثمين للمكتبة الإسلامية ومكتبة الشعر العربي وهو ديوان رائد أول ديوان كامل في الشعر العربي يتناول بالمشاعر المرهفة والأفكار العميقة و اللغة العذبة والتصوير البياني الشفاف سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته. بوركت جهود الشاعرة  وبورك القلم وصاحبته وللديوان تأثير روحاني كبير عند من يقرؤه بتدبر نسأل الله لنا وللشاعرة بالتوفيق .








  • هشام شوقي 

شاعر وناقد مصري ،

 دراسات عليا في النقد الأدبي

  • نشر أشعاره في الصحف والمجلات المصرية والعربية مثل : 

  • مجلة الشعر  ـ اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري

  • جريدة أخبار الأدب جريدة أدبية متخصصة

  • مجلة الثقافة الجديدة ـ وزارة الثقافة ـ هيئة قصور الثقافة

  • جريدة صوت الجماهير 

  • جريدة المساء

  • جريدة الجمهورية

  • مجلة رؤي

  • مجلة صوت الشرقية

  • مطبوعات جامعة القاهرة النادي الأدبي

  • مطبوعات إقليم شرق الدلتا الثقافي

  • مطبوعات قصر ثقافة الزقازيق 


  •    وفي الكويت

  •  جريدة الرأي العام سابقاً

  • جريدة الوطن

  • جريدة الأنباء

  • مجلة البيان الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين . 

إرسال تعليق

0 تعليقات