هل للعيونِ إذا احتوتْ تقبيلُ
أم صارَ فيما بينها تأْويلُ
دعْ كلَّ ما يلقيه بوحٌ للورى
و انظر لقلبٍ عشقهُ تعليلُ
فالشمسُ تبغي أن يبوحَ لنورِها
لكنّهُ قلبٌ بهِ تنكيلُ
شفتاه بينَ تحدُّثٍ و خصومةٍ
فتراه يبسَمُ و الهنا تمثيلُ
حينَ استراحَ على المقاهي هارباً
لم يأْتِهِ من رشْفةٍ تدليلُ
ما بالُهمْ لا يعبأونَ بجذْوتي
يبدو بأنّي في عينهمْ مخبولُ
ماذا أقولُ لجمعهم عن حبِّها
سيكونُ فوقَ صبابتي إكليلُ
لن يصبروا حتى يرَوْها في دمي
ستكونُ قصَّةُ عاشقٍ مقتولُ
يا قومُ عطرُ حبيبتي قد زارني
و زهورُ أشواقي بها تهليلُ
فتوثَّبَ الحبُّ الجميلُ إلى فمي
فتساءلتْ شفةٌ بِها ترتيلُ
نَظَرَتْ فَمِتُّ بلحظةٍ مسروقةٍ
فكأنَّ في وسطِ الدُّجى قِنديلُ
أحببتُ خِصرَ حديثِها من لوعتي
فبكلِّ حرفٍ أستقي تقتيلُ
قدْ أَهْرَقَتْ كلَّ القوافي عندها
و الشِّعرُ تحت بنانِها مَذْهولُ
إنّي و طرفُ ردائها في محنةٍ
قيدانِ زاد مصابَنا التكبيلُ
لو جئتُ نحوَ خدودها و زهورها
و شُغِلْتُ حتى ملّني التدليلُ
لترقرقتْ تحت العيونِ كواكبٌ
و انسابَ نهرٌ في الهوى معسولُ
إنّ الكواكبَ قد أتتْ لحبيبتي
حتى يبايع حسنَها الأرغولُ
مالي أعالجُ سكرةً محمومةً
منذُ استبدَّ بمهجتي منديلُ
تختالُ في أبهى حلاها في الذرى
و أنا أتيه إذا أتى التسبيلُ
إنّي كيوسفُ إذ غَوَتْهُ جميلةٌ
فاختارَ سجناً و الهوى موصولُ
هو صادقٌ في العشقِ رغمَ حصونهِ
و إباؤهُ أفضى به التنزيلُ
إن العذابَ من الحبيبِ كرامةٌ
أو كَرْمةٌ يحنو بها التظليلُ
يا من طرقْتمْ بابَ قلبي ليلةً
إني هناكَ مُعذّبٌ مقتول
1 تعليقات
من أجمل القصائد فدائما بوحك يثملني دام شذي يراعك الذهبي
ردحذف