إعلان

Header Ads
أحدث الأخبار

إلى أسماء البكرية بقلم الشاعر الجزائري. : مبروك بالنوي


  إلى أسماء البكرية


آذنتنا بالبين إذ رصدوا

في الهوى أسماء التي صردوا

  

بعدما عتّموا رؤى شفق

يتقرّى دمي ويرتعدُ

  

دونها كم هفت مواجدنا 

تتهجّاك أحرفا تفدُ

  

فتماهى في جرحنا أزل

للحكايا يرتابه أبدُ

  

قلتِ لي ثم كيف رحلتنا

والمعاناة حبلها مسدُ

  

ولهذا الإشراق أغنية

ورباب من دمعنا يردُ

  

ثمّ إني بئر معطّلة

هجروها وماؤها هددُ

  

أحجياتي أوتارها أسف

وحكايانا شملها بددُ

  

إن هذا الهوى يحاصره

عالم الليل ملؤه عقدُ

  

كل صبح مولود ليلته 

وليالينا السود لا تلدُ

  

قلتُ مهلا أين ابن حلّزة 

في زمان عداؤه لددُ

  

قلتُ مهما أضوتك غربتنا 

سوف تبقى رؤاي تنجردُ

  

أنا بئر فيَ انتهت حقب

عطش الماء فيه ينجمدُ

  

لي جراحي الخضراء تسندني 

ناكر الجرح أين يتسدُ

  

متفان في كل بارقة

حاملا همّا بات يطّردُ

  

كل ما في الأحقاب يسكنني

كلّما يستطيل ينحصدُ

  

أنتِ تدرين أنّني سفر

طول عمري هائم غردُ

  

أتلظّى من جمر أزمنتي

فيّ يوري والجرح يتّقدُ

  

في جبيني فجر به غبش

ألف شمس عليه ينعقدُ

  

أتقرّى دمي ويرجفني 

ما رواه تاريخنا المردُ

  

قد تولى طور الرؤى فشجا 

تيننا والزيتون والبلدُ

  

خبّري يا أسماء أزمنة

قد تجخّت ونالها الثردُ

  

أنا مأساة يا ابن حلّزة

سكرت بي يا شاعري الأمدُ

  

عزويّ ربيعنا عبثت 

في تشفّ به يد ويدُ

  

كيف لو تغلب بنا نقمت 

جيّشت ثمّ خانها الحشدُ

  

هل تراها قد أقسمت قسما

عند عمر أن يرفع الحددُ

  

ثم بكر قد أبكرت أسفا

لأبي هند بعدها رأدوا

  

فعزائي إن تلك أزمنة 

سجّرت حلما وهي تتقدُ

  

وبعيني أوقدت غسقا 

نار أحقابنا التي وقدوا

  

فتنوّرتها على أمل

من رؤانا عسى يجيء غدُ

  

في كهوف القصيد أغنيتي

يتنزّى من دمعها الحتدُ

  

حملتني من جرحنا شفق

هو إيماننا ومعتقدُ

  

فبماذا الهوى يحدّثني

ومرايا زماننا حددُ

  

فكفانا منه غوايته

والعمايات زهمها سردُ

  

من لهذا المصلوب في دمه 

عطشا غنّى دهره الجحدُ

  

من له قل لي والملوك إذا

دخلوا قرية غفا الرشدُ

  

من له يا أسماء من وهنا 

كلنا في يد الكظاظ ددُ


مبروك بالنوي

إرسال تعليق

0 تعليقات