مجلس الشيوخ (٣) بقلم جمال متولي

وبالتالي، تدهورت الظروف الدستورية لأسباب داخلية وخارجية. انعكس هذا التدهور في حالة من عدم الاستقرار السياسي والحكومي في الفترة 1935-1952 

لتندلع ثورة 23 يوليو 1952م وكان من مبادئها واهدافها " اقامة حياة ديمقراطية سليمة "  لذا قامت بإلغاء الدستور السابق وإعلان الجمهورية وحل الاحزاب.

ويُعلن إنهاء العمل بدستور 23 وصدر دستور 1956م ونص علي غرفة برلمانية وتشريعية واحدة واطلق عليها مسمى «مجلس الأمة»، وقد بلغ أعضاء هذا المجلس 342عضوًا، واستمر حتى إعلان الوحدة مع سوريا عام 1958، وكان قد صدر دستور مؤقت للجمهورية العربية المتحدة عام 1960عقب الوحدة بين مصر وسوريا ، حيث نص على تشكيل مجلس الأمة من 600 عضو، 400 من مصر، و200 من سوريا، واستمر هذا المجلس حتى انفصلت سوريا عن مصر في عام 1961.

ليصدر دستور 1964م الذى نص لأول مرة على تخصيص نسبة %50 للعمال والفلاحين، في تشكيل مجلس الأمة المكون من 350 عضوا، حيث قسمت الجمهورية إلى 175دائرة يمثل كل دائرة نائبان، واحد من الفئات، والآخر من العمال أو الفلاحين. 

استمر هذا المجلس من 26 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968. وأجريت انتخابات جديدة في 20 يناير 1969 ، وكانت الجمعية سارية حتى 30 أغسطس 1971.

وبعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر وتولي الرئيس السادات الحكم خلفاً له تم وضع دستور 1971، ( الدستور الدائم ) حيث تم تغيير اسم مجلس الأمة إلى «مجلس الشعب»، وتكون أيضًا من 350عضوًا، بالإضافة إلى عشرة أعضاء معينين . 

وفي ظله جرت انتخابات مجلس الشعب الذي عقد أولى جلساته في 11 نوفمبر 1971 وهو أول مجلس يستكمل مدته الدستورية وهى خمس سنوات كاملة، وفي عام 1976 تم إجراء انتخابات جديدة في ظل نظام المنابر السياسية التي تحولت فيما بعد إلى أحزاب سياسية، بناء على ما أعلنه الرئيس أنور السادات في بداية دور انعقاد مجلس الشعب في 11 نوفمبر 1976 وأعقب ذلك القانون رقم 40 لسنة 1977بتنظيم الأحزاب في مصر. 

*عــــودة مجلس الشوري – الشيوخ سابقاً:* 

ثم جاءت مرحلة جديدة في 19 إبريل عام 1979 وافق الشعب في استفتاء عام على إنشاء مجلس الشورى وبناء على ذلك عُدل الدستور ووافق الشعب على هذا التعديل في الاستفتاء الذي جرى يوم 22 مايو 1980 وأضيف بموجب هذا التعديل باب جديد إلى الدستور تضمن الفصل الأول منه بيان الأحكام الخاصة بهذا المجلس وكان أول اجتماع له في أول نوفمبر 1980 ، لتعود مصر لنظام المجلسين . 

مدة دورة مجلس الشورى ست سنوات ، مع تجديد نصفى و يتشكل من 264عضو ينتخب ثلثيهم بالاقتراع المباشر السري العام على أن يكون نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي.

*اختصاصات وأسباب إنشاء مجلس الشوري :* 

تم إنشاء مجلس الشوري ليكون مجلساً استشارياً في المقام الأول ، ليس له دور رقابي بالمعني الحقيقي أو تشريعي . 

وقيل انذاك ان الهدف الرئيس لانشائه : لتوسيع وتعميق نطاق المشاركة السياسية والديمقراطية .

وقيل : ان الرئيس السادات اراد به تقريب الصفوة والنُخبة المثقفة والسياسية الموالين له في هذا المجلس . 

*وتحددت اختصاصات مجلس الشورى*

 بدراسة واقتراح ما يراه كفيلاً بالحفاظ على مبادئ ثورتي 23 يوليو سنة 1952 وما سُمي ب ثورة التصحيح في 15 مايو سنة 1971، ودعـم الوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي، وحماية تحالف قوى الشعب العاملة والمكاسب الاشتراكية، والمقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات العامة والواجبات، وتعميق النظام الاشتراكي الديمقراطي وتوسيع مجالاته.

*السيطرة علي الصحافة والأحزاب :* 

مجلس الشورى امتلك الصحافة القومية وسيطر علي تراخيص اصدار الصُحف بإدارته للمجلس الأعلي للصحافة. 

وكذلك تأسيس وإشهار أو تجميد أو إنهاء الاحزاب بل والسيطرة عليها تحت مسمي لجنة شؤون الاحزاب ، التي امتلكت حق منح ومنع الاحزاب ، مع ان رئيس المجلس واللجنة هو الأمين العام للحزب الوطني الحاكم آنذاك – والذي ولا شك يهمه ان يظل الحزب الأول في مصر .