*كيفية اختيار المرشح لمجلس النيابي (شيوخ – نواب ) .*
*أولاً : أهمية صوتك في الانتخابات .*
لابد من الإدراك أن ذهابك للتصويت الانتخابي ، ليس مجرد عملية انتخابية تصويتية عابرة أو اختيار لمرشح او اكثر ضمن مجموعة مرشحين ، وبعيداً عن كون التصويت حق سياسي للمواطن ، او واجب وطني عليه ..
فالمسألة اعمق واهم كثيراً كثيراً من مجرد ذلك .
إذ أننا لو نظرنا في التعريف المصطلحي السياسي للانتخاب سنجد :
*التصويت الانتخابي هو : " نمط لأيلولة السلطة يرتكز علي اختيار يجري بواسطة التصويت أو الاقتراع " .*
*ومعني : " نمط لأيلولة السلطة " يعني انك بيدك وفكرك واختيارك – بحق – تختار سلطاتك ، ولا يفرضها عليك احد مهما كان ، إلا إذا تخاذلت وتركت حقك وواجبك الانتخابي .*
فالانتخاب : في جوهره اختيارك لمن يعبر عنك وينقل اهتمامك وأولوياتك في رسم خريطة التنمية والتقدم لوطنك والنهوض به وحل مشكلاته .
*وبالتالي فهو تنصيب وتوظيف لمن يُسهم في بناء مستقبلك ومستقبل أبناءك بل واحفادك .*
لذلك لابد لكل صاحب صوت أن يدرك قيمة صوته الانتخابي وأهمية ترشيحه لنائب ما، من خلال إدراكه للدور المحوري الذي يقوم به النائب داخل البرلمان ومدى تأثيره في مسيرة العمل الوطني .
والواجب على كل ناخب النظر الى مصلحة مصر – وطن ومواطن ، واختيار الافضل والابتعاد عن الشللية ، او الاختيار لمجاملة من لا يحملون فكراً وطنيا بنّاءاً – فإن ذلك يهدم الاوطان .
*في النهاية : صوتك امانة وشهادة ، فاجعلها شهادة حق باختيار الأصلح ولا تجعله شهادة زور بسوء الاختيار المتعمد .*
*وكذلك لا تهدر صوتك بعدم المشاركة الايجابية في اختيار من يعبر عنك - وشارك بالاختيار الحر ، حتي يمكنك محاسبة من اخترته بعد ذلك*
*ثانياً : كيف نختــــار المرشح ( شيوخ – نواب )*
مما سبق : ينبغي التعامل مع المرشح للمجالس النيابية عموما ، معاملة من يتقدم للزواج من بناتنا بل واشد تدقيقا وتمحيصاً وفحصاً ، واستقصاءاً لتاريخه ، واستظهاراً لفكره و أرائه ..
لأن المتقدم لبناتنا سنسلمه قلباً وروحاً واحدة من ارواح اهلينا ..
ولكن الحاصل علي مقعد نيابي ( شيوخ – او نواب ) يتسلم منا بطيب خاطر ومن أيدينا ، وطننا بكامله ، بسكانه ومقدراته وحدوده وحربه وسلمه .
وإذا كنت تدقق وتسأل وتستفسر عن المحامي الماهر الذي يتولي الدفاع عنك في قضية من القضايا ، او حتي لتوكيله توكيلا عاماً في قضاياك لحفظ حقوقك واسترداد ما ضاع منها أو نُهب .
لذلك فالتعريف الصحيح الدستوري للنائب بعد قسمه لليمين الدستورية انّه : نائب عن الأمة وليس نائب عن دائرته فقط .
لذلك فلابد ان ينحصر تصويتك للمرشح
*- الأكثر وعيًا وإلمامًا بدقائق الأمور .
*- الذي يتسم بالإنصـــاف السياسي والموضوعي –
مما يعني : الا يكون من مؤيدي السُلطة مصفق لها دائماً وأبداً ، ولا ممن يعارضها بحق أو بغير حق دائماً وأبداً .
بل يكون ممن يرون العمل الصحيح فيمدحه ويطلب منه المزيد ، ويري القصور فيعارضه ويطالب له بالتصحيح والتصويب .
*- الذي لديه برنامج عمل حقيقي وهادف شامل .
( وبرنامج العمل واحد من اهم مقاييس الحُكم وتحديد اختيار المرشح – وليس المقصود ببرنامج العمل الهادف الشامل ، ان يكون برنامجاً لكل الأمور والأفرع السياسية والاقتصادية ، بل من الممكن ان يكون برنامجاً متخصصاً أو محدداً في قضية محددة – كالتعليم – أو الصحة – أو الاقتصاد – أو القضاء – أو الاستثمار – او العسكرية والشرطية – أو تخصص من التخصصات ) .
هذا فيما يخص المرشح الفردي المستقل .
*- أما المرشح الحزبي فردي أو قائمة : فلابد من النظر في برنامج الحزب وهل هو مما يتناسب ويتوافق مع اولوياتك الوطنية ام لا ( علي ان يكون حُكمك موضوعياً – وليس منحازاً !!) ، ودور المرشح في هذا الحزب قبل الانتخابات وتاريخ انتماؤه له وسببه.
*- وان يكون من المشهود لهم بالكفاءة والجديّة وأن يحظى بسمعة حسنة وألا يكون ممن أثيرت حوله أي شبهة تطعن في مصداقيّته أو تجرح في بياض صحيفته .
*- وان يكون من المعروفين بطهارة ونظافة اليد والأمانة والصدق والشرف .
*- وأن يكون صاحب دور فعّال في العمل العام والإهتمام الوطني وله سبق في خدمة من حوله .
*- المرشح القادر علي قراءة الموازنة العامة للدولة ، وتحديد أولويات الحكومة في انفاقها ، ومايراه هو من أولويات تصب في الإرتقاء والنهوض الوطني علي المدي القريب والمتوسط والبعيد .
*- المرشح القادر علي قراءة الحساب الختامي للدولة ومراجعة انفاقها ، وماتم وفق أولويات المجلس وماخالفت فيه ومحاسبة الحكومة علي ذلك بشكل جدي .
*- المرشح المتابع والممارس للعمل السياسي بحصافة ويدرك الدور الإقليمي والدولي لمصر ، ومتي يقول للحرب مع اخرين نعم ، ومتي يقول لا – بغض النظر عن رأي السلطة التنفيذية إلا إذا زودته السلطة التنفيذية بمعلومات تستدعي شن الحرب ومن المصلحة الوطنية ألا تذاع أو تعلن تلك الاسباب .
*ثالثا : كيف تُكوّن رأيك وحُكمك علي المرشح :*
**- عملية التقييم المرشح تتمّ عن طريق جمع المعلومات والخلفيات والتي تتأتى من خلال نشاط ذلك النائب قبل وأثناء العملية الانتخابية .
من خلال التحليل الموضوعي لخطاباته ولقاءاته الجماهيرية ومناقشته شخصيًا في بنود برنامجه واستطلاع رؤيته المستقبلية لكيفية عمله التشريعي أو الرقابي أو الاستشاري في خُطة التنمية المستقبلية ، وتشخيص الخلل والمشكلات القائمة ، ومقترحاته لحلول هذه المشكلات وعوائق التنمية والنهوض .
**- وكيفية تقديم الخدمات والدعم وإيصال صوت أبناء دائرته إلى صنّاع القرار ومعرفته علي الأقل بمشكلات ومعاناة ابناء دائرته وسعيه الدؤوب لحل هذه المشكلات وتخفيف أو رفع اسباب المعاناة عن أبناء دائرته خاصة فيما يتعلّق بالجهات والهيئات الحكومية .
**-التقييم الجاد للمرشّح يكون في المقام الأول من خلال القراءة المتأنّية لبرنامجه الانتخابي ومدى إمكانيّة تطبيقه في ظل الظروف الراهنة وبالنظر إلى العائد الذي سيعود علي الوطن بصفة عامة – فهذا هو التركيز الأول للمرشح والنائب بعد تولي المسؤولية النيابية .
إذ إصلاح التعليم سيعود علي كل مواطن ، وإصلاح المنظومة الصحية ستعود علي كل موطن ، ووقف الفساد سيعود بالخير علي كل مواطن ... الخ
ثم النظر والعناية باهتماما بما يعود علي أبناء الدائرة الانتخابية بشكل خاص ، ثم عليك واسرتك وأولادك وأحفادك بشكل أخص ، بعد التصويت لصالح هذا النائب.
*لذلك لا تسمح لنفسك باختيار مرشح جاء لك لمجرد المصافحة وشرب الشاي والضيافة فقط .*
*ومن غير المعقول ولا من الأمانة ولا من مصلحة وطنك ان يختار الناخب المتسلقين والساعين إلى المصلحة الشخصية ، ولا الساعين للوجاهة أو الثراء المادي أو الأدبي بسبب الحصانة .*
فهؤلاء لا يمكن من مطالبتهم بالإصلاح، لان الاصلاح لا يأتي الا من اصحاب الدين والكفاءة والنزاهة والاخلاص الوطني .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) - موسوعة المفاهيم والمصطلحات الانتخابية والبرلمانية – مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية – تحرير د. عمرو هاشم ربيع واخرون .
0 تعليقات