إعلان

Header Ads
أحدث الأخبار

جرعة زيتون تكفي مرثية وطن للشاعرة سلوى مراد



سلوى محمد مراد من مدينة عفرين السورية قرية كوركان فوقاني (KURKA jor) خرّيجة كليّة الآداب بجامعة حلب (الأدب العربي ) درّست اللغة العربية في ريف حلب من عام ٢٠١١ لعام ٢٠١٥ لها ديوانين شعريين:
– (جرعة زيتون تكفي)  صادر عن دار الأجيال المصرية (مصر) ٢٠١٩
– (أنثى لا تصدأ) صادر عن دار ببلومانيا (مصر) ٢٠٢٠
– ديوان هايكو الكتروني (تزحلقني دموع نورسة) صادر عن نادي الهايكو العربي ٢٠١٨
– بعض القصص الخياليّة للأطفال
** قرية الشاعرة في أقليم عفرين السوري المحتلة من قبل تركيا

جرعة زيتون تكفي مرثية وطن للشاعرة سلوى مراد 
 ويبدو من الإهداء اشارتها للغربة وما فعلته الحرب التركية على أبناء عفرين أبناء الزيتون الماضون والقادمون النائمون تحت رحمة الخيام والمشردون خلف السراب وشعورها بالخجل عندما تنام على سريرها في بيت تسكنه ومن كل شيء أمام وجع أبناء الشعب السوري خاصة مدينة عفرين حيث تستهل قصائدها ب (خيمة عزاء في رأسي )وتبعث بتحية الصباح للجميع صباح الخير وقصيدة قارس هذا الشتاءوجرح أتيممه وملكوت مما يزيد من وجعها في وطن مهترئ برائحة البارود في قصيدة بطاقة طعنة وعويل يرهق الله وأنادي وسلاما لتلك المدينة البعيدة ،تقول:
 بعد الآن ماذا أسمي مدينتي عند اطلالة المدينة فتشاهدها أرملة للشهيد في الطريق إلى المقبرة حين تقول....
 لا تقلق حبيبي 
فالطريق إلي المقبرة 
فيها من الزهور ما تكفي
سأجمع لك بعضا
من شقائق النعمان والنرجس
وزهرة واحدة من شجرة زيتونتنا
وتؤكد علي الرغم من هذه المعاناة التي يعيشها الوطن في ظل حالة الدمار علي مدينتها الوطن ...
 إن عفرين لن تموت 
لن نفترش لكم
أرضنا زيتونا 
حصتكم ههنا 
الأسلاك .. والأشواك والبلوط
من دمع هذا الشيخ
نغضب ونتمرد 
وتظل الشاعرة سلوى مراد تبوح بأوجاعها التي لا تهدأ من أثر هذه الحرب التي أصابها الدمار والخراب حين شعرت بتلك اللحظات المريرة في قصيدة 
(كان قلبي أنا ينتفض )تقول ..
للتو 
نجوت من حطام تلك المدينة 
كانوا بين الدماء يرقصون 
يغنون .. يحتضرون 
كانوا يتشاجرون وموسم الزيتون
كانوا موتى
كانوا على قيد الحياة 
وتظل هذه المرثية للوطن الحزين  تفوح بشجونها في تجربة الشاعرة وهي مازالت ترى قديسات عفرين في دواخلهن براكين لا تخمد وفي أعينهن كبريت في فوهات بنادقهن نار أعنف من الطوفان ورصاص لا يهدأ ، حتى نجدها تقول في قصيدة لمدينتي إله لا ينام 
وتاريخ ميلاد 
لا يصدأ كالحديد
لتؤكد من جديد على أن الدم أغلي ما نملك يا سادة ، ونجدها تشير في قصيدتها دعنا نستريح ....
يا الله
خذ تفاحتك 
وأنه مهزلة هذا الكون 
مات آدم وحواء 
واستراح نيوتن تحت شجرة 
وعلى كل حال
سقط هو أيضا 
كتفاحة 
مات واستراح
ورغم قسوة المعاناة التي يعيشها أبناء عفرين تقول في عذراء تحمل بندقية...  
لن نتهاون 
عن أداء صلاة البندقية
إذا ما صرخ الوطن
إن التجربة الشعرية عند سلوى مراد شكلتها الحرب التي دفعتهم إلى الهجرة ومعاناة الغربة التي جعلتها تعيش حالة من الوجد الحزين في أنثى الحرب التي لا تزال تلك الأنثى تصرخ بداخلها ، وترتطم بوجه الريح مرة ، وتضحك أكثر في قصيدتين تكتبهما انتشال جثة،  وتنهيدة حرب حتى ينتهي بها المطاف إلى لا طريق إلى الحلم وهي تشعر بأن قدماها معطوبتان ،كيف تسير إلى حلمها هذه الليلة حتي ينبلج النهار في حالة مخاض ربما يكون معه ميلاد جديد للوطن وتهرول بوجعها إلى الخارج بعدما اكتشفت أنها تفك شيفرة الألم
 فرجعت عنوة / فابتعدت عني / وثملت رويدا رويدا/ كمعتوه ينجر بغباء / نحو هاويته / ثم يستريح .. ثم يستريح.. 
ما اروعك أيتها الشاعرة وأنت تتلذذين بالوجع في حضرة الشعر أملا في ميلاد قصيدة الرجوع إلى أحضان عفرين والوطن ربما تكون جرعة زيتون تكفي مع هذه العودة لأحضان أرض الوطن الذي يعاني ويلات الحرب ويعم السلام والطمأنينة وابتسامة الأطفال من أبناء الوطن المشردين تحت الخيام الذين يحلمون بالعودة مع ميلاد الصباح

إرسال تعليق

0 تعليقات