إعلان

Header Ads
أحدث الأخبار

لسنا على قدر الحدث - بقلم محمود حسن



مصر تواجه تحديات عظيمة ويجب أن يكون إعلامها في مقدمة الصفوف المقاتلة ‘
فالإعلام مهنة من أهم وأعظم المهن بل وأخطرها ‘ 
مهنة تفرض على أبناءها حزمة من المهام الصعبة ‘ وتلزمهم بقواعد وأحمال ثقيلة ربما لا يقوى الكثير على حملها ‘ 
فتعالوا معي نتعرف على بعض أصول المهنة وبعض الصفات التي يجب أن يكون عليها الإعلامي من حيث المبدأ ‘ 
ثم نطبق تلك الأصول على الحال القائم لنكشف النقاب عن وجوه قبيحة ونسقط ورقة التوت عن عورات ضلت الطريق ‘
وأنجحت المخطط الذي وضع منذ عقود لتدمير الإعلام بإعتبارة أحد أهم أركان الأمن القومي ‘ والعمود الفقري لظهر الدولة ‘ 
الإعلام له إشتراطات وأصول ومبادئ ذات شقين من حيث 
الشكل والمضمون ‘ المظهر والجوهر ‘
والشكل والمظهر لا يقلان أهمية عن الجوهر والمضمون ‘ بما يوجب توافر عدة عناصر لدى الإعلامي اهمها القبول وحسن الطلة وعذوبة الصوت واناقة الملبس ‘ 

أما عن الجوهر والمضمون فيبدأ ببناء الشخصية منذ الصغر ومن لحظة إكتشاف توافر الميول والملكة الإعلامية لدى الطفل ‘ فيتم تعليمه أولا أصول اللغة العربية قراءة وكتابة ونحوا وصرفا وبلاغة ‘ وضبط مخارج الحروف لديه ‘ يتزامن مع ذلك تقويم السلوك وتهذيب الأخلاق وتقوية الضمير والولاء والانتماء للوطن والحيادية المطلقة وعدم الإنحياز إلا للحق ‘ يعكف بعدها على تنمية وتطوير شخصيته وتوسيع دائرة معارفه وصناعة قاعدة ثقافية كبيرة ‘ وتنمية المهارات الفكرية وتنشيط الذكاء وتقوية الذاكرة والتدريب على إقامة الحوار وسرعة البديهة واللباقة وحسن التصرف وقيادة الموقف والثبات الإنفعالي ‘ 
ثم ننتقل إلى مرحلة الدراسة الأكاديمية المتعلقة بالعناصر النظرية والعملية الخاصة بالمهنة للحصول على شهادة او مؤهل علمي ‘
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد وإنما يجب ان يعرض الراغب في هذا العمل على لجنة تقييم مكونة من شيوخ المهنة الثقاة ‘ 
وهنا وجب التوضيح كيف ان مهنة الإعلام هي من أخطر المهن ‘ وتستوجب ضرورة الحصول على شهادة  " مزاولة المهنة "  ‘ كالتي يحصل عليها الطبيب مثلا ذلك لأن إنتحال صفة الطبيب قد يودي بحياة شخص واحد بينما إنتحال صفة إعلامي يدمر حياة أمة كاملة ‘
فالإعلامي هو من يعلم الناس القيم والمثل العليا فلا يجب ان يكون هو أول من ينتهكها ‘ 
وللمهنة مبادئ أساسية اولها تتبع السلبيات بهدف علاجها وليس بهدف الفضائح أو التشهير أو " الفرقعة الصحفية " 
ثانيها ضرورة التحقق من صدق الوقائع بغض النظر عن المستندات والأدلة التي قد تخدع أحيانا ‘ فلابد من التحقيق والتدقيق كي لا نصيب قوما بجهالة ‘
ثالثها وأهمها صلاح الغاية ‘ 
وصلاح الغاية يأتي من وازع الضمير الحي لدى الإعلامي وتجنب سيطرة النفعية المادية والمصلحة الشخصية ‘ 
فكلمة " الإعلام رسالة " ليست شعارا مرسلا وإنما يجب أن تكون واقعا تطبيقيا ‘ فإذا فقدت الرسالة ضاع الهدف ‘
والهدف السامي للإعلام هو إقامة العدل ونصر الحق ‘ 

ولان تلك الأسس والمبادئ أصبحت غير موجودة نتيجة لتعرض تلك المهنة لمخطط وجريمة ممنهجة من الخارج بمعاونة من الداخل عبر عقود بائدة ‘ لذا فقد أمست المهنة هزيلة مريضة مهلهلة متخبطة واختلط فيها الحابل بالنابل وأصبحت مهنة النفعيين والمرتزقة ومنعدمي الضمير والأخلاق إلا من رحم ربي ‘ 
وقد تجلى ذلك بوضوح في الآونة الأخيرة حيث عجز الإعلام عن مواجهة كتلة التحديات التي يتعرض لها الوطن داخليا وخارجيا ‘ وفقد الوطن احد أهم دروعة الأساسية ‘ واحد أهم الركائز التي تحمي هويته وتقوي ظهره ‘ 

كفانا فقد تعبت الرمال من كثرة رؤوس النعام المدفونة ‘ 
فهل آن الأوان لإعادة النظر في تلك المهنة وتطهير ثوبها مما علق بها من أدران ؟
وهل تعلمنا حينما تجرعنا مرارة ضعف وتخاذل هذا القطاع الحيوي شريان قلب الوطن النابض ؟

ولكن هيهات هيهات " وما أنت بمسمع من في القبور "

إرسال تعليق

0 تعليقات