إعلان

Header Ads
أحدث الأخبار

قطار العمر رحلة الدكتور محمد صالح مع الحياة



صدر عن الأجيال المصرية كتاب ( قطار العمر ) للدكتور محمد صالح الذي يمثل أصداء من السيرة الذاتية للكاتب ، وقد اعتبرها محطات من عمره يلقي عليها الضوء صاغها بأسلوب بسيط وسلس ومشوق يجذب القارئ للمتابعة والمشاركة في التجربة التي يرويها، وقطار العمر تجربة سردية ، تتناول مقتطفات من سيرة حياة إنسان ، استطاع أن ينسج عملاً أدبياً نستمتع بقراءته ويجذبنا الإيقاع الأسلوبي ، والصياغة الفنية التي تبرز قدرات صاحبها، وتعكس ثقافة تربي في أحضانها، عشق اللغة العربية فأعطته من سحر بيانها ما جادت به قريحته ، متزوداً بالقرآن الكريم وأحسن القصص بما ورد في الذائقة البشرية من طبيعتها المولعة بالحكاية. وحين يقلع بنا القطار في صحبة الدكتور محمد صالح نتوقف على محطات لا نجد صعوبة في فهمها وإدراك مرامي صاحبها،نتوقف قليلاَ مع صاحب لنشاركه رحلة جهز لها ـ و أعد عدته تزود من الذاكرة بعدما أيقظ من النسيان حوادث تركت بصماتها في مشوار حياته، وكانت محطات توقف قطاره عليها ليلقي الضوء على الدوافع والمكونات التي نهل من آبارها ما جعل قريحته تجود بعذب الثمار كنخلة في البرية تؤتي أكلها كل حين ، انعكست عليها طبيعة الواحات التي نشأ فيها. وشهدت لحظات الميلاد ولهو الطفولة والصبا، وتركت في أعماق نفسه جمال الفطرة التي تربت على حياة القفر والعناء ،والتكيف مع عناصر البيئة التي عكست ثقافتها عليه .
وإذا ما طالعنا تجربة " قطار العمر" وجدنا طريقة عرض بسيطة ، صاغها من واقع تجاربه الحياتية التي ارتوت جذورها من ثقافته العربية الشغوفة بالقصص وأساطير الأولين ، والشعر الذي يعبر عن مشاعره ، يتدفق من ينابيع وجدانه ليشكل قصيدة كبري للحياة ،فنجده يعد ويمهد للرحلة موضحاً لنا أن العمر يمضي مثل القطار لا يعرف التوقف، يمر على محطات الحياة المختلفة واحدة بعد الأخرى، فهو يواصل رحلته الدائمة من محطة البداية ( الميلاد ) إلى محطات المستقبل بكل ما تحمله من مفاجآت سارة كانت أو حزينة، ماضياً إلى محطة النهاية ( الموت ).
بقد حاول المؤلف الوقوف على بعض من محطات الحياة التي عايشها، ابتداء من محطة البداية الميلاد في واحات الداخلة في الوادي الجديد إلى محطة الدارسة وتحصيل العلم في محافظة الشرقية في جامعة الزقازيق. ثم محطة الزواج بالزقازيق، وعوداته المتكررة إلى الوادي الجديد لممارسة هوايته وعشقه في غرس النخيل.
يستهل تجربته بزاد الشعر وقصيدة تحمل نفس العنوان ، تبوح بفيوضات شعرية ، تحمل بين طياتها رؤيته للحياة من واقع تجاربه الذاتية التي شكلتها مع صفارة البداية ينطلق القطار
فالحياة قطار يمثله بمعزوفة بيانو، هناك أصابع بيضاء وأخرى سوداء، ولابد أن تعزف على الاثنين معا، ثنائية الحياة ( الحزن والفرح – الخير والشر ) ، لكي تعطى الحياة لحناً وهذه هي سنة الله في خلقه لتتوالى علينا الأيام ويمضي قطار العمر دون توقف فتأخذ الحياة أعمارنا عنوة لتحقق سنتها الثابتة في هذا الكون عازفة سيمفونيتها الأبدية حتى تصل إلى محطة النهاية.

إرسال تعليق

0 تعليقات